من الناحية العلمية، لا توجد حقيقة ثابتة متعلقة بمسألة مرور الوقت بسرعة أو ببطء. فعلى الرغم من أن الدقيقة ثابتة ولم يتغير زمنها فهي ما تزال 60 ثانية، ورغم ثبات الساعة بكونها 60 دقيقة؛ إلا أن هناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير مرور الوقت على نحو أسرع أو أبطء أحياناً.
درس الكثير من العلماء هذه القضية التي ما تزال عالقة، ومن أبرز هؤلاء كان ويليام جيمس الذي يعتبر الأب الروحي لعلم النفس الأمريكي، وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر. تشرح نظريته لماذا يبدو الوقت أطول عندما تكون متجهاً إلى مكان لم يسبق لك الذهاب إليه من قبل، لكن طريق العودة يستغرق وقتاً أقصر ولا تشعر بطول الوقت رغم أن الزمن الذي استغرقته ذهاباً مماثل لذلك الذي استغرقته إياباً.
كما درس ويليام فريدمان، أستاذ علم النفس الفخري في كلية أوبيرلين، الكثير من مظاهر كيفية شعورنا بالوقت بما في لك النظرية التي تقترح أننا نشعر بمرور الوقت سريعاً كلما تقدمنا في العمر.
ويفسر فريدمان ذلك بقوله أن الطفل البالغ من العمل 5 أعوام لم يعش سوى 1825 يوماً مما يعني أن اليوم أطول كونه يمثل نسبة عالية من عمره، فيما يختلف الوضع بالنسبة لعجوز يبلغ من العمر 50 عاماً إذ عاش الكثير من الأيام والبالغ عددها 18250 يوماً، مما يعني أن اليوم يشكل نسبة ضئيلة جداً من عمره المديد.
في المقابل، يدعي الكثير من الناس أن الزمن أصبح حقاً يمضي بسرعة في الآونة الأخيرة دون تقديم أي تفسير علمي أو نفسي لذلك. لكن لعل السبب يكمن في توفر الكثير من وسائل الرفاهية لدينا في الحياة الحديثة، والعديد من وسائل إضاعة الوقت. إلا أن ذلك لا يفسر سبب مرور الوقت بسرعة بالنسبة لمن لا يستخدم هذه الوسائل على الإطلاق.