موسكو (رويترز) - مهدت محكمة روسية الطريق أمام احتمال إغلاق موقع يوتيوب على الانترنت بحظرها يوم الاثنين فيلما اعتبر مسيئا للإسلام وأثار احتجاجات عنيفة في أرجاء العالم الإسلامي.
وقضت محكمة تفيرسكوي في موسكو بتصنيف الفيلم الذي أنتج في الولايات المتحدة وصور النبي محمد عابثا وزير نساء على أنه فيلم "متطرف".
ونقلت وكالة أنباء إيتار-تاس الروسية عن ممثلة الادعاء فيكتوريا ماسلوفا قولها للمحكمة إن الفيلم "يظهر الدين الإسلامي في صورة سيئة ويساعد على زيادة التعصب الديني في الاتحاد الروسي."
وبموجب تشريع يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من أول نوفمبر تشرين الثاني المقبل سيتم إدراج المواقع الإلكترونية التي تضم محتويات محظورة في روسيا في سجل وسيكون بعدها امام شركات خدمات الإنترنت يوم واحد لحجب الدخول للمواقع المدرجة في السجل.
ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية عن شركة جوجل التي تمتلك موقع يوتيوب قولها إنها مستعدة لحجب الفيلم عن المستخدمين في روسيا بمجرد تلقيها قرار المحكمة. ولم تتمكن رويترز من الحصول على تعليق من أحد مسؤولي جوجل.
وحجبت جوجل الفيلم الذي تبلغ مدته 13 دقيقة في عدد من الدول الإسلامية بما فيها مصر وليبيا حيث هاجم محتجون مقرات دبلوماسية أمريكية.
وكان وزير الاتصالات الروسي نيكولاي نيكيفورفو وهو أحد المعارضين للقانون الجديد قال الشهر الماضي إن الفيلم يمكن أن يستخدم كذريعة لحجب موقع يوتيوب.
وصارت المشاعر الدينية موضع نقاش منذ أن نظمت فرقة بوسي رايوت الغنائية مظاهرة مناوئة للكرملين في الكاتدرائية الرئيسية بموسكو مما أثار غضب الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي تتمتع بنفوذ سياسي.
وتلقت ثلاث عضوات بالفريق عقوبات بالسجن لمدة عامين لإدانتهن بتهمة "الشغب الذي تحركه كراهية دينية". وتقول عضوات الفريق الغنائي إن معاقبتهن ترجع إلى انتقادهن العلني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وسارعت السلطات في روسيا التي تضم 20 مليون مسلم في استغلال رد فعل المسلمين على الفيلم لتشير إلى مخاطر المس بالحساسيات الدينية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن محكمة في إقليم الشيشان بمنطقة شمال القوقاز قررت الأسبوع الماضي حظر الفيلم باعتباره "متطرفا"